"جيل من الرجال من تربية النساء. أتساءل ما إذا كانت امرأة أخرى هي الإجابة التي نحتاجها، ريش على مؤخّرتكَ لا يجعلكَ دجاجة."- نادي القتال.

أنا فاعلُ خيرٍ لا أذكرُ من أينَ أتيتُ

وكيفما وصلت،

كلُّ ما أعلمهُ أنني هنا أكتب

وفي الطريقِ 

صادفتُ امرأةً سمراءَ كانت تحاولُ القفزَ عن الجسرِ بتردّد

اقتربتُ منها دونَ أنْ تلاحظني ودَفعتُها،

هكذا ساعدتها على الانتحار.

وأيضاً صادفتُ رجلاً أعمى يقفُ على حافةِ الشارِعِ،

أراقبهُ وهو يخطو والباصُ قادمٌ ومسرِع

قلت :الأعمى لا يعتمد على عكّازهِ أو سمعهِ

أعتقِد أنه يعتمِد على أعينِ الآخرين

على كلِّ حالٍ، دَهسهُ الباص.

***********************************


مرَرتُ قربَ الليلِ حيث مارسَ "جيفارا" الجنسَ مع بُندقيّتِهِ

رأيتُ "لوركا" مُعَلَّقاً فوقَ نَشيدِهِ 

وعلى صوتِهِ رائحَةُ الرّصاصِ فَتّشوهُ لم يجدوا شيئاً

فتّشوا الرصاصةَ وجدوا "lola"

وصلتُ "بيروت"

رأيتُ مرآة نائمَة

فأيقظتها حين فتحتُ عيني عَليها

ماتَتْ مِنَ "الرَّعبَة".

**********************************

وأنا المطرودُ مِن حَياتي

أكرهُ النَّشيدَ الوطنيّ

وأكره أي انتماء

لا أُبالي بحال البلدِ

ولا بحالي حتّى

كم من السَّجائِرِ دخّنتُ

وكم من الليالي قضيتها وحيداً

لا يُهِم،

سأَشتُمُ الجيرانَ كثيراً

ومن ثمّ ألقي تحيَّةَ الصَّباحِ على الشبّاكِ،

وأُلقي بنَفسي عليَّ من آخرِ طابقٍ وأمضي.

**********************************

أُحَدِّثُ نفسي

ونحنُ نَبْحَثُ عمَّن يعيشُ عنّا حياتَنا

نبحثُ عن أحدٍ نَدفعُ لهُ الضرائبَ، 

وراتبٍ شهريّ كبير

فقطْ لِنلغي ما نُسَمّيهِ العاطفة

أو لننسى قليلاً

ليتَسَنّى لنا أنْ نعيشَ مع منْ نُحِب بهدوء

نشتمُ، نصرخُ، نبكي، ونخافُ، لا لشيء 

بل لأننا عبء على أنفسنا، 

وَنُلقي اللومَ على الحياة

الحياة لا دخلَ لها 

هيَ كذلكَ منذُ بدءِ الأمر،

 ونحن ندركُ ذلكَ تماماً.

**************************************

نريدُ أن نَحيا

ونخافُ الموتَ فنتَسابقُ إلى حتْفِنا

ونحتارُ،

السلحفاةُ أسرعُ أمِ الحِصان

أم دورةُ الأرضِ حولنا

كل هذا لا يُهِم، 

حاول أن تتخلّى عن عينيكَ قليلاً

وأن تُرِح رجلاكَ منَ الركضِ والتَقِفْ.

************************************

"إقرَأْ، ما أنا بقارِئ"

إذاً أُنظرْ، المس، تَحسَّس، اسمَعْ،

ولهذا خُلقَت الموسيقى

نعيشُ بقصورنا الذهبيةِ التي بنيناها في مخيّلتِنا

وأَوهَمنا نَفسنا بالقوقعةِ التي تَحمينا،

أقولُ لكم : تخلّوا عن كلِّ ذلك

فِرقةُ الـ pink floyd بألبومهم the wall أدركت ذلكَ،

إن كنتَ ما زلتَ تقرأ شغِّل أغنيتهم

اسمها hey you 

وستفهمُ أن الجدارَ عالٍ بقدرِ ما عينيكَ تَرى

وصيّتي لكَ: أن تسقطَ كثيراً

آخر واحدٍ تسلقَهُ كانَ بلا يدينِ،

تذكَّر ذلكَ جيداً.

***************************

نريدُ أن نحرِّرَ فلسطين

والقضيّة

لكننا نقيمُ حفلةَ شواء في مخيلتنا

ونقيمُ دولة لإسرائيل

نُحاربهم بالتخلّفِ، بالدعاءِ، بالدينِ، بالإعلامِ،

بالكلامِ الفارغِ عن أمجادِنا 

وتاريخِ العرب الذي لا يخلقُ ذبابة

أنا، وأنت، وأنتم، فلسطين تحتاجُ لمن يحملُ السلاحَ

ويقاتِل، 

عدا ذلك كلام فارغ،

ومنشوراتكَ، ومشاركاتكَ الصور، وأحلامكَ، امسح بها مؤخرتك الفكرية

و"ادحشها" إن أردت أن تكونَ أكثرَ تهذيباً.

***************************

نخاف الحب

ونقولُ عنه كلاماً كثيراً

ونحذرُ منه، نعاملهُ على أنهُ أصل البلاء

وأن تجاربنا السابقة دمّرتنا، أقول لكَ

لو انكسرتَ ألفَ مرةٍ،  افتح جرحكَ بيدِ من تُحب،

والباقي سيحدثُ وحده.

************************

إن كنت تدخنُ الآن بينما أنتَ تقرأُ

ولم تجد منفضةً قربكَ

وسجادةُ أمكَ البيضاء النازلة من الجنة تحتك

أُنفض عليها وأكملِ القراءة.

************************

لا يمكنُ للمرأةِ التحرر من فكرةِ الذّكورية،

لنفترض أنه لم يُخلق رجال وولدنا جميعا إناثا هل نتساوى؟ بالطبع لا 

منهمكون بالسخافات اليوميّة، ومستهلكون نحن نتيجة هوسنا في الحياة. الموت،  الجريمة،  الفقر،  العقاب، الإعدام، هذه الأشياء لا تقلق. ما يقلق هو مجلات المشاهير، تلفزيون به 500 قناة، واسم من نوع ما مكتوب على ملابسنا الداخلية، ولا يمكن للرجلِ التحرر من صدرِ المرأة ومن مؤخرتها وخصرها وشعرها وما إلى ذلك من فكر سخيف وتصورات جنسيّة وما إلى ذلك من كلامٍ فارغ، إذ أنَّه، لا يمكنكَ طرحُ فكرةِ التحرر دونَ أن تطرحَ نقيضَها وهو القَيد، إنهما نقيضانِ يتطارحانِ الغرامَ كل ليلةٍ في فراشنا وعلى مخداتنا وفي قهوتنا، وإذا بقيَ الحالُ هكذا، ما نحنُ سوى وسائل للتناسلِ نسيرُ يدا بيد نحو الانقراض، ظنًّا منا أننا نصنعُ الحب والمعجزات، يا لنا من ساذجين.

***********************

نريد أسباباً لكل شيء

لا أعلم ماذا يهم التساؤل حول كم من الوقتِ سنعيشُ

وأين سنموت، وكيفَ نموت،

نحبُّ البحرَ لكننا نغرقُ في كوبِ ماء، وفوق ذلكَ نشرَبه.

*************************

أنا أدعوكُم للانفجار

لا للثورَة،

الانفجار فَقَطْ.

أنا لا أتدخل بحياتي حتى

أدعها تفعلُ ما تشاء، 

تأخذ دروساً في الرقص من المكنسةِ المكسورة

 ومن السكّينِ وهي تُذبح 

أَلَمُ السكّينِ أكبرُ من رقابِِنا.

*************************

- آخر مرةٍ سمعتُ امرأةً تقول :

يصيبني التوترُ، والقلق من الناسِ يجبُ عليَّ الابتعاد عنهم وأن أجدَ الوقتَ لنفسي، وأن أفعلَ ما أحب، هل تفهمُ عليَّ يا جايمس، ويجبُ عليَّ الابتعاد عنكَ أيضاً.

- يا لكِ من غبية، وحمقاء

الأمرُ ليس متعلّقاً بكلِّ هذا الهراء الذي تقولينهُ أنها ليست مسألة مواجهة أو هروب، كلُّ ما في الأمرِ أنك جبانة، الشاطئ خطرٌ أكثر من البحرِ، تذكري ذلك جيدا.

- لكنكَ لا تعرفُ كم من الوجعِ والألمِ كلّفني الأمر

- "خراء" عليكِ وعلى الهراءِ الذي تحكينه، 

- هل متِّ؟

- لا

- هل نزلت مائدة من السماءِ من أجلكِ

- لا 

- اسمعي ما حدثَ معكِ خلقَ أشياءَ بكِ أنتِ لن ترينها إلا بعد حين، لقد خلقَ لكِ الأَمَل، مثال أنك تكلمينني الآن وتبكين، وتساهمينَ في صنعِ الألم، الألمُ تحفة الخالق.

لا بأس ابتعدي، إبر المورفين لن يدومَ مفعولها طويلاً

- أنا أكرهكَ

إن كانت صادقة منكِ قوليها دائماً.

لكن إن قلتِ: أُحِبُّكَ

فأنا

لا أريد الموتَ بدونِ ندبات.

الصورة: لقطة من فيلم Un Chant D'Amour (1950)

كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة

لمزيد من التفاصيل أنقر هنا
Patreon support button