أكرّرُ ما قلتُه قبلَ قليلٍ، حتّى لو أصبحَ كليشيه بالنّسبةِ للبعض. إنّنا محكومونَ بالأمل. وما يحدثُ اليومَ لا يمكنُ أن يكونَ نهايةَ التّاريخ.
لم ينفذِ الهواءُ من رئتَيْ سابا لكي تُعلَن وفاتُه. بقيَ فيهما الكثيرُ من الهواء. فموتُ هذه الآلةِ الأنسيّةِ الرّهيفةِ لا يقاسُ بهمودِ النبض
وهكذا، فقد سقطَ كلُّ شيء. لم يكن للسّاحرِ "هوديني" أيُّ علاقةٍ بالأمرِ بتاتًا. لم تخرُجْ أرانبُ مُهتاجةٌ من قبّعاتٍ طويلةٍ سوداءَ إنكليزيّةٍ
الثّقافةَ الّتي تضربُ حجرَ الثّورةِ كي يتفجّرَ منه الماءُ،تشبهُ المرأةَ العاريةَ، لا تُؤوِّلُ نفسَها إذا لم تَكُنْ مُسْتَيْقِظَة
العملُ السّياسيُّ يغيّرُ الذّاكرةَ الجماعيّةَ المرتبطةَ بالمباني بحيثُ يمسي التّياترو الكبيرُ مبنىً أثريًّا فنيًّا
تكمنُ الأزمةُ تحديدًا في أنّ القديمَ يحتضرُ والجديدَ لم يُولَدْ بعد. وفي ظلِّ هذا الفراغِ تَظهرُ أعراضٌ مَرَضيّةٌ غايةً في التّنوّع
يحقُّ لنا، بعدَ كلِّ اللّكماتِ الّتي أكلناها على أعينِنا حتّى تورّمَت، من أن نتساءلَ، كلُّ على طريقتِه، عن أسبابِ السّقوطِ والفشلِ والخيبيات
كلُّ شيءٍ جميلٌ ومذهلٌ في الثّورةِ، في الرّبيعِ، في سِفر التّكوينِ، حتّى يخرجَ رجلٌ من بينِ المتخيّلينَ يقولُ "ولكن، مهلًا، لنَكُنْ واقعيّين
وقفَ صن بهدوءٍ مثلَ الجندبِ وأجابَ: "النّصرُ يأتي من اقتناصِ الفرصِ في المشاكل… وجدتُ فرصةً واستغلّيتها."
في الثّمانينيّاتِ وعلى الرّغمِ من وجودِ تيّاراتٍ عدّةٍ، تأثّرت بفيريري منذُ تأسيسُها، ضعفت بشكلٍ كبيرٍ بسببِ عسكرةِ السّياسةِ في أواخر ال90
هل من الحتميِّ أن يتحوّلَ كلُّ حراكٍ اجتماعيٍّ تغييريٍّ أو مطلبيٍّ إلى اقتتالٍ طائفيٍّ يدمّرُ المجتمعَ أكثر، وينتهي بتسويةٍ تكون نقيضًا
كانت تفوحُ منّي رائحةُ الرّغبةِ طوالَ الوقتِ، رائحةُ التّهورِ، رائحةُ التّحفُّزِ، رائحةُ الخوفِ الفاجرِ، رائحةُ الحافّةِ
نموتُ بهرائنا فداءً لبخشِها العميقِ المحدقِ بنا منذ تعرّفنا على بعضِنا يا حبيبتي وكنّا قد تغاضينا عنها في سبيلِ القضيّةِ الواحدةِ
قالَ الرّفيقُ غدًا سأعودُ لكنَّ الموتَ بُرتقالةٌ والليلَ سفّاحٌ أبيضُ والخنازيرُ تُضيءُ السّماءَ
الربيع العربي
بعدَ مضيِّ حوالي 14 سنةٍ على نشيدِ الاستسلامِ العربيِّ "دا حلمنا طول عمرنا"، بزغَ الحلمُ الأكثرُ عقلانيّةً، الأشدُّ احتياجًا، والأكثرُ ضرورة. صفعةٌ مذلّةٌ طبعَتها بقوّةٍ حارسةُ نظامٍ مستبدٍّ على وجهِ بائعِ خضارٍ متجوّلٍ بهدفِ إذلالِه ووصمِه بالعارِ، سرعانَ ما ارتدَت عليها، وكانت كفيلةً بأن تهزَّ عرشَ مملكةٍ حكمَت بقوّةِ الصّمتِ وهيبةِ الحظر.
في عام 2011، كان العالم العربي، حرفياً يغلي. أجساد تأكلها النيران، أرواحٌ تتهاوى، حناجر تتمزق، أصواتٌ لا تنام. على هذا المنوالِ قرّرَت الشّعوبُ العربيّةُ أن تتحرّرَ من كوابيسِها وتأخذُ من الأُمنيةِ\الحلمِ طريقَها للعيش. غليانٌ مصحوبٌ برعشةٍ، رعشةٍ مصحوبةٍ بلحظةٍ، تلك اللّحظةُ الّتي كانت في يومِ من الأيامِ مستحيلةً، حَضرَت، ولم يكن ينقصُها سوى الزّمنِ الّذي تحملُه في طيّاتِها لتتحقّق.
في عددِنا هذا، "إزرعوا أيديكم في الريحِ… 10 سنواتٍ مضت"، نعرّجُ سريعًا على ذاك الماضي بعد اندلاعِ ما سُمّيَ بِـ "الرّبيعِ العربيِّ"، ليسَ من أعينِ المتفرّجِ بل من عيونٍ ثاقبةٍ نقديّةٍ، في محاولةٍ للإفصاحِ كلٌّ على حدةٍ عن تصوّراتِه: ما الّذي حدثَ تحديدًا؟ ما هو الخللُ الّذي سببُ هذا العقمُ؟ وما الّذي أتاحَ لكلِّ أشكالِ الدّمارِ هذه أن تتشكّل؟
يمكنكم تصفّح النسخة الشهريّة بصيغة PDF