أنت لا تنهي نصّك قبل قراءته على صوت عالٍ، لتقفر النشاز الكامن فيه إن وجد. بل أكثر من هذا، ما يجعلك مرتبكًا قبل الوداع بقليل
يُعَدّ الصراخ دليلًا دامغًا على أنّ إنسانًا حضر إلى الدنيا، قبل الاسم والحسب والنسب والعائلة والدين والبيئة والبلد… والكوكب
"انه حيّ، انه حيّ!" هي إحدى أشهر الجمل في تاريخ السينما. يصرخ الدكتور هنري فرانكنشتاين في مختبره
مع زيادة الايرادات التي حققتها، ابتعدت أفلام السود عن واقعهم اليومي
أنا ولدِتُ أساساً بمفردي، لم يكن لي توأماً لا ولادةً ولا حياةً، وسأرحل بمفردي أيضاً، دون إحداث أيّ ضجيجٍ
الصورة: أنا وأمّي وأمّ أمّي وأمّ أبي، نفناف بياض جلدهنَّ، أمام مرآة في قعر البحر، لا عمر لدينا، لا صورة لدينا أمام المرآة إلّا موجنا الواحد
هنا يطفو ولا يرتطم بجماد ولا تأخذه الرّيح ولا يُغرقه الماء. هذا هناك وجه أمّه قبل أن تلِده
وعلى هذا المنوال نقول أنّ الموت أخ شرعيّ للولادة. فإذا كان ما كتبته أقرب للموت، فالنّصّ قريب الولادة وأخوها
الولادة انفصال، في كل انفصال عن بيئة حاضنة نوع من الدخول في ذات، مختلفة ربّما، لكنّها متطوّرة
هدفي في الحياة هو العثور على وظيفة، وعلى وجه التحديد وظيفة تغطّي ثمن شراء الخبز ودفع الفواتير
أنا مصلوب برفع اﻷيدي على الحواجز في رأسي. أنا حاجز للخوف الوهميّ في رأسي. أنا جحش الدولة على سكّة قطار مفقود.
ولدت دون إذن الله أو مثلما يقولون "صلبطة"ربّما نسي الملاك عدّي معهمأو ربّما عدّني أكثر من مرة
الولادة
عُرف إميل سيوران، سفير العدمية واللاإنجابية والتفتّت كمرجع للباحثين عن أصفى مكوّنات التشاؤم. وعلى الرغم من ذلك، لم يدعو سيوران قرّاءه للانتحار ("فبإمكانك أن تنتحر ساعة تشاء")، بل كتب، رغم امتعاضه الفاضح: "الإنسان يبدأ من جديد، كلّ يوم، رغم كل شيء، ضد كلّ شيء."
في هذا العدد، نتشارك أفكارا ورؤى عن الخلق والولادة ونقطة البداية، ونسأل: ما الذي تتطلبه الولادة؟ هدم القديم؟ نواة؟ معجزة من السماء؟ مصدر إلهام؟ اتحاد بين إثنين مختلفين؟ أطروحة ونقيضها؟
في هذا العدد، نزور الألم الذي يرافق الولادة. نعيش القلق الذي يرافق الخلق أو الإبداع. نتأمل الكلمة التي تسلخ جلد كاتبها فتُحييه من جديد. في هذا العدد، نبحث عن مولود جديد، "نبدأ من جديد، كلّ يوم، رغم كل شيء، ضد كلّ شيء.".. ومن أجل كل شيء.
يمكنكم تصفّح النسخة الشهريّة بصيغة PDF