"السيّد لا أَحدْ"


لا أحد طَلَبَ رأيي

لذلك سأقولهُ دائمًا، طلبوه أم لا.

القلم على الطاولة،

والطاولة على رؤوسكم، ولا شيء آخر 

فكرتُ أن أطلبَ رأيي في الزواجِ مثلاً 

أضع في خاتمهِ إصبعي الوسطى 

مع أنني أستخسرها، بالعالمِ وبالجميع

أنا الّذي لا أومنُ برأي أحدٍ آخر 


أكرهُ الكلماتِ الثقافية الرنانَة 

التي تلاحِقُ وضعَ البلدْ 

والسياسة وما إلى ذلكَ من هراءٍ اجتماعيّ 

والجرائد التي لا تفيدُ سوى بهشِّ الذبابِ 

لكن مؤخراً حتى الذبابُ 

صار يعرف كيفَ يهشُّها هو أَيضاً.

لا شيء جديد 

كلمات فارغة 

مظاهرات، ثورات، ورصاص 

وأناس كثيرون، كُتّاب  

وكتُب مطبوعة، وحديد نحاس تنك قديم للبيع، 


يقاطع -عفواً ربما أنا الّذي أقاطِع حديثي

ولكنْ كل هذا وتقول لا شيء يَحدُث؟!

الفرقُ البسيط 

أننا نولد ونموت، أما اللغة فخُلقَتْ ميتة من الأساس 


لا اعرفُ كيفَ أتكلّم بموضوعيّة، حتّى ولا أفهم معنى الثّقافة، إنه شيء مفتعل دائما، كالنار مثلاً، يفتعلونَ الحريق فيشتعل الوادي كله إلا الشجرة التي في يديكِ، أنتِ... لماذا خَطرتِ على بالي وأنا أكتب، لقد تداخلتِ الأفكار ببعضها ..

على كل حال لا أعلم من أنت 

لكنني أحبكِ، دعيني أكملُ الآن


لعفواً ابن من أنت؟

من أنت؟

إنسَ سأكمل لك 

أنت نفسي، شخصي الثاني أو شخصياتي الكثيرة لا أعلم 

ضجيج ضجيج وما حولي يدور وأنا أدور حول حولي ولا حول ولا قوة إلا بالله بالقرب مني 

"طالب يقول لبول: ما رأيكَ أن تكتبَ عن

إقفالِ الأمكِنَة"، لو أنهُ أقفلَ فمهُ كانَ اختصرَ الموضوعَ على بول، ولكان اختَصرَ على أذني صوته، هو كثيرُ الكلامِ اليوم لم يصمت ولا ثانية "أخي، شاي، هاتفكَ قليلاً، إفتح إنترنت، تويتر، العمل، الثقافة" رأسي ينفجر، وزميلي في العمل الذي رأسه يشبه اليقطينة، قلتها في وجهه اليوم فضحك، لم يستطع التمييز بين النكتة والضحكة، فهما يفرقان عن بعضهما. أنا متعب كثيراً وأهذي قليلاً، لم أنم منذ البارحة ولا أستطيع التوقف عن الكتابة  ولا يستطيع أخي التوقفَ عن الكلام هو وبول، "فاك يو" بول، أَقفِلِ الخطَّ رجاءً. نهار مأساوي بحق.


أناس تَعرِفُهم ولا تَعرِفهُم 

يحبونك أم لا

لا فرق كبير

فالوحدةُ صحراء لها أوراق كثيرة

ولها أمطارها الكثيفة

والنَّهر 

جنازة ابتسمَت أكثرَ من اللازم


الجميعُ سارقون على عجلٍ

ولا يوجدُ سارق يسيرُ على مهلهِ

غير الموت


رِقابُنا حَدَّة

ونَصْلُ السّيف زهرة جريئة

تمرَّدَت على حديقتها

وتفَتَّحَتْ أكثرَ منَ الّلازم


الشوارعُ خُلِقَت 

خُطْوَة ضائعة

قبلَ أن يصيرَ لنا أقدام


موّال أمِّكَ الصباحيّ

بشأنِ تأخُّركَ عن العمَل


القهوة، السّجائِر 

أجرة التاكسي


بعصُكَ لكاميرات المراقبة 

كلَّ صَباح


نظرة مديركَ عند وصولك متَأخِّراً

هذا إن وصلتَ

ملاحظة:

"لا تَبتسِم أبداً لأصحابِ المراكز"

بالأخصّ صباحاً


زملاؤكَ في العملِ 

أودّ لو أنهم خلقوا شتلات

أضَعهم في طبلِ زَهر 

وأدعي

أن يمر كلب محشور 

صوبهم


ولتُكملَ باقي نهارك

عليكَ أن تبتكرَ خللاً ما 

حتّى لو في نفسكَ

مثال:

النكتَة، الغناء، والألم 

هذا كلّ ما يمكن فعلهُ.

كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة

لمزيد من التفاصيل أنقر هنا
Patreon support button