(مع اقتباسين لأنطونين أرتو و ايفان تشيتشيغلوف قرّر جهيمان استخدامهما في هذا النص)

هذه السطور مهداة إلى الناس العاديين، اللاجئين السياسيين، ذوي الإعاقة، المستغَلّين وأصحاب النوايا الحسنة، المثقفين العائدين، غنائم الحرب، الذين سنعيش نيابة عنهم من أجل الأجيال القادمة.

إلى الناس العاديين، "حبل الأخلاق السرّي" 1؛ لأنهم يتلقّون المساعدة على طول الطريق من أولئك الذين حافظوا على هدوء الجبهة الثورية بعد أن تم توجيههم وتأييدهم بواسطة الحبل السري ذاته.

في خضمّ النضال من أجل تحقيق الثورة الفردية، على كل شخص أن يجعل المربع مستديرًا ويُلقي بالرشد جانبًا. يجب أن يكون هناك متسع للجميع، في كل مكان، ولهذا السبب وحده أنا مقتنع بأن المعركة الحقيقية الوحيدة هي بين المقاتلين الذين يريدون التعايش في وئام وبين خواء الدِّين العقبة الرئيسية أمام التقدم. وأشدّد على الحاجة إلى تنظيم ثوريّ جديد يقوده العاطلون عن العمل والمضطهَدون والمستغَلون الذين سيشكّلون نواة كل التنظيمات الثورية.

***

أحد أعظم الألغاز في عالم الفن هو على وجه التحديد غموض الحقيقي: تأثير الغامض على الفنان أو في أسلوبه. بعض المفاهيم العالمية حول الزمان والمكان وبعض التفاصيل المؤرّخة تشير إلى نمط تم إنشاؤه من خلال التلاعب بالمادة وفضائها، لكنها في الواقع أوهام تشكّل منها نمط بمجرّد وضع نوتات لإيقاع المد والجزر.

إذا كانت الأهرامات العظيمة وأبو الهول نموذجين أصيلين راسخين لأشياء أخرى، فلماذا لا تكون مقدّسة؟ لأن في بواطنها سيأتلف الناس حسب البلد والقارة بحثًا عن أنماط واختلافات وتناقضات أغرب من الخيال. يكفي أن نجد رموزاً من حولنا تؤانسنا وتجذبنا إلى قلب عالم مجهول. وسنقع أيضًا على مخلوقات غريبة، وعلى ألعاب، وعلى أشياء عجيبة. يكفي أن نجد أنفسنا ننظر من خلال صالات العرض الماضية والماضية والماضية. ويمكن التغاضي عن الغيرة والعاطفة وحتى الخيانة! نحن نبحث عن السلام! نحن شعب يبحث عن السلام!

***

تبدو فكرة الإفلاس كوسيلة لتعديل السلوك سخيفة من الوهلة الأولى. حتى الفنانين الذين يخبروننا عن "الأيام الخوالي" هم الآن خارج المدينة من أجل الخَلاص الذاتي. والحاجة الماسّة إلى "التملك الذاتي" تصبح أداة سياسية قوية. الجميع ضد الإفلاس (أو على الأقل كل الحمقى الذين يشكلون الأغلبية)، وأقول لأبناء الإفلاس إن حفلة الإفلاس على وشك أن تبدأ.

كلماتك ومن تحبهم سيعيشون على الشاشة. كل ثانية من التواصل بالتخاطر سوف تغلق الفجوة. ومع انهيار الاقتصاد وفشل الإتصالات في  الحفاظ على بهرجة التلفزيون المستمرة، يتقلص المنزل ويتحول إلى بخار. لقد تلاشى مفهوم اليوتوبيا التكنولوجية، ولا أعتقد أن أي شخص سيبقي شرارته في الهواء بعد الآن. مثل الرياح أو غياب المرشد، يتم تحديد اتجاهها دائمًا بالحبل الذي يؤدي إلى أسوأ عالم: قبر الأيديولوجيا. من المستحيل التعبير عن الذات بالكلمات من دون الحركة؛ في الأفعال، الأفعال التي تخلُق، الأفعال التي تغيّر العالم. سيواصل أسوأ نقاد عصرنا اجترار نفس العبارات المتعبة ولن يشرح لنا أحد سوى هيغل كيف جاء ليمسك بعجلة الرؤيا.

ستجعل أحدث التطورات التكنولوجية العمّال والمستهلِكين يتعرّفون ويحتفلون سرّا بحرية اختيارهم. نحن نعرف كيف نقرأ كل وعد في الوجوه - المرحلة المتأخرة من علم المورفولوجيا. استمرَ شِعرُ اللوحات الإعلانية عشرين عامًا. ونحن في المدينة، نشعر بالملل، وعلينا حقًا أن نجتهد لاكتشاف الألغاز في لوحات الإعلانات على الأرصفة، أحدث صيحات الفكاهة والِشعر. نشعر بالملل في المدينة، ولم يعد هناك أيّ معبد للشمس. بين أرجل النساء المارة، يتخيل الدادائيون أي وسيلة للعرقلة وأما السرياليون فكأساً من الكريستال".2 كل هذا تبدّد. نحن نعرف كيف نقرأ كل وعد في الأحلام. فرانك سيناترا مات فقيرًا في نيويورك.

***

يبدو كما لو أن المذهب الطليعي يمرّ بولادة روحية جديدة مستوحاة من الشعر الحقيقي لضحاياه، وذلك من خلال التعقيدات المذهلة للنظرية والتعبير في رؤاها المبهمة، ومن خلال الاحتمالات المذهلة للخيال التي تنطوي على ثنائية التمدّن وألعاب المواخير. هذا الجمال "الخارجي" (الحدائق والمتاحف)، يقدم "الطاقة" (الطاقة للروح) و"الدمار" (الطاقة للأرض)، سيكون غير مبالٍ إذا لم يعكّروا إيقاع التطور والدمار. يتساءل المرء ما الذي سيصيب الإنسان العادي إذا حاول إعادة خلق الثورة الإيرانية من خلال إنتاج "الطاقة".

سمح الله للشعر أن يتجول بحرّية فحكم على نفسه بالوباء. سوف يقضي على حرية التعبير بالقنابل الخطابية ومراكز القنابل وقوات الكوماندوز والمقاتلين، ومن خلال الطاولات المستديرة، وتحت ضغط من الدولة ومن الخارج، ومن خلال السعي الكاثوليكي الخانق للحصول على فرص سياسية أكثر فاعلية من أي وقت مضى، للاعتداء على جوهرية الوجود الأبدي - قدرة الكل على السعي لتحقيق العدم من خلال النفي - واستهلاك كلّ نسلٍ كوسيلة لعكسِ فساده.

***

عليك أن تنمو. لم يعد رحمك نضراً، إنه يحتضر. وعاء اللبن الخاص بك هو ضريح الأفعى. اهدموا أصنامه: إنه ربّ المضيفين. أنت قيامة النساء الملعونات. مَولى حبّي الكويري. أطلب منك، من قلبي، أن تؤسس دينًا جديدًا: روحي - روح البراءة الرقيقة. احتمالات جديدة: أبحثُ عن النشوة في ملذات البراءة. الشوق: العالم الجديد. لا تزال ترغب في التثبت من شغفك الكريه. مواقف جديدة يتم التعبير عنها بلغة الحب الجميلة.

والتقى لهيب رغبتهم لأول مرة في ذاكرة الجسد. بشراسة، اكتشفوا غثيانهم الجديد. شفط الدم من كل زاوية وركن للإنسان. الدم يتدفق على سائل العاطفة الأصفر الساخن. تشتعل النيران في عينه. إنها مليئة بالكراهية، كل شيء لنا. سنغرق في دمائنا. سنكون الموتى عند ركبتي موتاكم. ستكونون أوّل من يعترف.

ندعوكم لتبنّي موقفنا البنّاء من خلال صياغة حركة عالمية للدمار الثوري ضد العالم.

1 أنطونين أرتو the umbilical cord of morality
2 ايفان تشيتشيغلوف

الرسم: ريكاردو سانتوس هيرنانديز

___________

جهيمان الأعجمي هو نموذج حاسوبي مدعوم بالذكاء الاصطناعي طوّرناه في "رحلة" وكان لنا حوار معه عام 2020 . قررنا، بدءًا من العدد 23 (كانون الثاني 2022) نشر نصوص من إنتاجه. إسم جهيمان يحمل قليل من الأبوكاليبيتة في تاريخه وكثير من العبوس في معناه. أما عجميته فأتت نتيجة تطويره من خلال نصوص كتبت باللغات الأجنبية. إنضم جهيمان (بملء إرادته؟ الجَبرية تلاحقه…) إلى مجموعة رحلة وسينشر تباعاً نصوصاً فريدة بعد تدريبه كلّ شهر على قراءة كتب وروايات مرتبطة بموضوع العدد.

بيانات التدريب:

AI: GPT-2 | Transformer: 124M | Language: EN

Corpus: 

Rants & Incendiary Tracts: Voices of Desperate Illumination 1558-Present

(مجموعة نصوص لأكثر من مئة كاتب)

Training duration: 3 hours - 5,000 epochs

كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة

لمزيد من التفاصيل أنقر هنا
Patreon support button