مَلَكَةُ الكلمة باللكمة.

    اللكمة الحاسمة لفعل النطق الحائر من المنطق الخائر على حلبة الغباء الحافل. مصارعة الكلمة لا تتمّ إلا بالضربة القاضية على كلّ كلمة مُمَسْرَحة لغويًا للتّمَظْهر كصرعة مشهدية على خشبة اﻷلسنيّات المشويّة بناريّة اﻷلفاظ الحربية المزيّتة بسرّ مشحة القتلى المتلفّظين بالأنفاس اﻷوليّة للخلق المُبَلْسِمِ لِفَرَامِل القَوْليّات المترمّدة المبشّرة بنصوص اﻷمل وشعريّات الحب ونثريّات الجدل الثوري المادي المنقبض على روح التّقديس المُختنقة بريح التاريخ الممسوخ بأساطير التّدنيس تقليدًا لِضَرْبَة الخالق المحنّك المُلَعّب المُعَلّب في كفن المخلّص المنتظر المنحور فداءً لحيوانية الكلمة الإنسانية الخوتاء.

    الكلمة المُؤَنْسنة لا تتجسّد إلا بِالحَيْوَنَة والوحشنة على قلبها وقالبها، اللكمة منها وفيها لكلّ شَبَه لكلمة لا تتكلّم إلا لِتَلْكم وتفتك وتَصْرَع الموضة الاستعراضيّة الكلاميّة السائدة الفائشة الجائحة الجبّارة بغوغائية لَغو لغّتها ولغط صحّتها المخلوط بِغَلَطِها، الحاكمة بأمرها المتحكّمة فينا بالواقع الواقع علينا نقع فيه بالخضوع والخنوع والسكوت.

    اللكمة بِكلمة كاتمة لصوت الكلمة، مُكَلّلة بنياشين طَحْبَشة الابجدية من أوّلها إلى آخرها، حرف بحرف تَكْتم أسرار أصواتها وَتَلْكم فضائح جعيرها. كلمة بكلمة، مَلَكةُ الكلمة تَلْكُم آلية استخراج واستنباط آخرة اللغة غير المكتملة، لا تكتمل إلا بشلط آخر نفس لكلّ كلمة خاضعة للعصب الخانع والعضل المائع والايقاع المُعَنْقَد على واقع ما بُنِيَ على التجربة من تجارب وتجريب فَيَطول نسل المتاجرات والمهاترات والتموضعات بين اﻷنياب واﻷسنان تمضغ وتعلك الكلمات المنازعة المتنازعة عوض زلع اللغة القاتلة الحيّة والتقيؤ بها على جحيم الثابت الرابض على جيف الواقع البائت.

    اللكمة بالكلمة الكاسحة لمملكة المساحة الذهنية والحسيّة المبنيّة على أرضيّة شعوذات مزمنة من نحو وصرف مُخَلْخِلٍ لدعائم وأسس التملّك والتّمليك الفعليّ للمعلوم المُغَيّب وللمجهول الحاضر المتحضّر الطافح بفضائح الاسميّ بِمَظَاهر الصفائح المتكدّسة المُسْتترة في طيّات الجملة الميتة ولا من يحزنون، لا وَبَل يفرحون بقواعدها المركبّة على الاستثناء المفروض ويبشّرون بشروط التوليف وملزمات التّسليف على المعنى المفقود وعلى محصّلات الشكل المنحور بأساليب السلب والنهب من فوائد وقروض على عاتق أجيال مطرودة من أزمنة آتية ممتطية لغة الموت لا محال.

في البدء كانت الكلمة ومنها ستأتي اللكمة.

    اللكمة في خواء الرأس الملطوش بمخاض الكلمة الحامل بالجلطة القاضية على العقل العاقر المشغّل الأساسي لنهج الاعتباطية المخيّة كمسار سياسي ثقافي فريد من نوعه وغريق بِكَمّه الطافش بالنطق الفائش على التوتّر الحلقيّ المفعم بالجنس الناشف من الصوت الفالش.

    اللكمة لمملكة كلمة المالك المعقورة كعقار مُلَكْلَكٍ يأوي كلمة المملوك المهترئة الدالفة بكلام الآمرين واﻵمرات بالجزمات الاستنطاقية، الفاعلين بتنعيل الفم بفعل اﻷمر الواقع كالمحتّم السّاطع، الناهين عن حقّ تملّك مُلك الذات للذات، المُستفردين باﻵخر، حاشرينَهُ بالأنا ككلمة استباقية، مُتّهمِينَهُ بالمعصية المطلقة لطبائع مجتمع الاستملاك والتمليك، متبرّئين منه ومن ربّه بما أنّ الملك لله وحده عزّ وجلّ ولو مات وحيدًا لوحدته في ملكوته النيّر بالكلمة الظلماء، باللكمة الظالمة المخفيّة في كلمة النور المقطّبة بالعمى المتبصّرة بأحشاء الكلمة تتكّون منها قبضة اليد المُلاكِمة، تَلْكم عين البصيرة المصبّرة بالطوشة من وطأة  الصبر الجلل على مشاهد الخرف والخلل، يكفي.

يكفيني يكفيكَ يكفيكُم ويكفينا.

هو:    هي من البدء لم تكن إلا لِتَقُم ولن تستقيمَ لتجلس ما دامت في خبر كان، ثمّ كُوني فكانت إلى أن تجلّت وَأَيْقَنَت فَصَارتْ وتَهَيأت العباد للحرب بالكلمة على الكلمة باللكمة منها وفيها وعليها تَعْتَصِر مع الكلمة لِتَلْتَئمَ برضى الله والوالدين في معْصرة الجسد التائه الشارد في ديار غير مُعاصرة للغته وللغة الكلام المُتَشتّت المعصور في جسده المكحوش من أعضائه المُنْدَهِشة بأوهامه عن نورٍ سابق للجسد، قاهر للعتمة في تربة الظلام والظلم والمظلومية.

 
هي:    أستفيق مكتومة الحلم من كابوس كلام العصور المَلْكُومة بمشهديّات لَكْم الطموحات اليسيرة في العُقول العسيرة المتجاهلة لعصارة المتكلّم بلغّة الحَكَم في الجولة المحسومة للجملة المصارِعة للمُجاملة الواقعة بين الجسد الناطق بالكلمة والنطق المتجسّد باللكمة، بين القول بما يَقوله القائل ولا يعمل به وبين ما يُقال عنه مِنْ فِعْلٍ لم يَقُم به.

    أستفيق مَصروعة الجسد المعاصر للكلمة القاتلة كَقَوْليّة حتميّة تحكيميّة على حلبة العصرنة اللغويّة للكلمة المقتولة. أستفيق ولا خلق لي للإستفاقة على النفاق.

    أستفيق لأقول ما لا أعرف وﻷجهض كلّ مُقاولات المَقولات والتّقْويلات عن تفوّق مناقير القاق والبجع والغربان، أستغرب كيف أستفيق عليكَ يا حبيبي! كيف لك أن تفهم وتحتمل وحيدًا دونيَ أنتَ كلّ هذا البعد عنّي وعن نفسك دونها منّي وأنا منكَ ولكَ.

    كيف لك وفي جملة واحدة أَقَلْتُها أنا من صرح نصّك الصريح، من ضريح لغتك طريحة العصر الفصيح يأوي أموات الكلمات المقمّطات في أصداء أكفان الشعريات والنثريات المتهيّبات من إيقاعات الكتابات المتأمّلات بالإفصاح عن المُبْهمات وبتفسير إعجازها المنطقي المتكيّف مع اللامبالاة المُسْتشرية في طروحات وجدليّات النقد المُعَصْرَن على قياس الشراويل والسيوف والتروس للتّتريس على هذا السؤال من الذات للذات بالذات بعيدا عن حماوة شبق الملذّات الحميميّات.

    كيف أنّ على جملة متستّرة مُسْتَتِرة أن تتفهّم الوحدة المُتَمَتْرسة في خنادق محاور التحوّلات المتحوّلات إلى مستحيلات وأن تتحمّل وحيدة اللكمات بين كلماتها المنقوعات بالمُتَتَابعات المُتَنَاحرات على جسدِكَ المنحور يا حبيبي، على حبّك المُنْتَقل بدم بارد من حماقة الحرب إلى حماوة السّلم الممسوس بقوانين الصّرع النظري في التحكيم اللغوي لإعادة النظر بالكلام المتجوّل سالمًا سليمًا في خنادق محاور اﻷعداء المُتَطَابقين على تطبيقات منافيات لقواعد اللعبة المقصودة بشدّ وتر التَشُتّتات ولمّ شمل العشوائيات المتقاتلات كالمتوحّدات عن أصول الدفاع المشروع عن الحياة. 

    كيف لك يا حبيبي توجيه اللكمات دون استثناءات تُلحظ للجسد الذي كان هو جسدي وأنتَ منه وفيه وإليه عائدٌ وعليه حاقدٌ وناقمٌ على رفض وضاد ﻷي لغة كانت وما زالت بَعْدُ تجري على قدم وساق بالخرف المستنير الشائع المُشَعْشع للهياكل المهشّمة الهائجة المشّهلة للتلطّي وراء أجسادها في دوائر قبور المصفقّين لها ولنهاياتها المأسوف على بداياتها، للنائحين على نتائج أفعالها المبرمجة سلفًا مع تسليف بالرضى والقبول بالحيّ المكرّم الكريم بأهوال المجازر المنتظرة المفتعلة المضروب حسابها والمشغولة للتميّز بالتمايز والامتياز بالتسريع للولوج الفوري إلى الضمائر، والعبور الطوعي إلى الصميم لملاقاة الواقع العادي المعادي للمُتَلَقّي اﻷمين المُسْتَسْهِل معاصرة اﻷسلوب السّهل المُمْعِن في الطّعن بالشكل اللبق المحنّط المفتخر بالكناية المجرمة بحقّ الحدس الفالت من ضرب النكاية في الحكاية للاقتصاص من سطوة الاقتضاب المعقود على استخلاص عقدة الذنب من عبرة النادم على فقدان اللغة المتفلتّة الملتفّة حول الخوانيق الممتنعة عن الكلام المستعار من معجم سوق حقل الذبح المفلوح والمزبول بالطارئين والطارئات على مهنة زرع العقل بالشك وحرفة ريّ الحرف بالنطق لتفريخ منطق كلمات الصفات والتواصيف للإنسان المعاصر. 

    كيف لك أن تصفه لي يا حبيبي كالسمّ في حلمي وتوصّفه بالعصريّ يعصرني وبالمتطوّر يخرجني عن أطواري فأثور عليك يا عمري النامي المتقدّم بالجهل النابع من المتحضّر المخضرم على الوعي المُحْتَضَر؟ كيف لك يا حبيبي التنفّس من نَفَسي الباقي ورئتي قد امتلأت بالصفوة والمدافن برماد نَفَس اﻷحياء؟ 

    كيف لك عليّ ولا شيء لي أو لك؟ 

    ما بك؟ 

    ما لي ولكَ من كلّ بلاء المملكة؟ 

    أنا منك في البدء وفيك بالنهاية مكلّلة 

    بالكلمة

    كلمة واحدة وحيدة غير مُحتملة
    كلمة أستفيق عليها 

    ألكمك بها
    تَصْمُت
    يَكْتَمل القول
    تصغي إلى آخر كلمة

    منّي
    إليكَ 

هو:    أنا 

هي: الحبّ.

كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة

لمزيد من التفاصيل أنقر هنا
Patreon support button