كان الزمن والعقل سائلان. كان الجميع هنا حولي، خرجوا إلى مصدر الصوت مثلي، ونظروا مثلي إلى نقطة ما في "الضاحية"، وحين التفت أوّلنا، بدأ الكلام
تقف مجموعة ثانية من الموهومين بالواقع في مشغل النجوم. تمتنع الشاشة عن عرض مشهد فقء عيونهم. تطلب منا أن نستمرّ في المتابعة
رغم ثبات الفكرة، كان القلق يجترّ نفسه. رغم ثبات الفكرة، كانت الذاكرة تجترّ نفسها أيضًا. أحيانًا، تعيد الحرب عقلنة الأشياء، تفكّك معانٍ
أستذكر رجل الظلّ الذي ذهب، والذي أوصانا صباح الحلم بالغضب وبعدم استحالة نهاية الكابوس. يُخبرنا أننا لسنا وحدنا، بل أنّ ملائكة الأرض والسماء
الصورة الأولى: فنجان قهوة في مقهى هادئ. الصورة الثانية: شارع مدمر بالكامل. ماذا ينتج عن هذا التصادم؟ هل هو وعي جديد؟ أم مجرد انفصال تدريجي
"لم يكن هنالك وقتٌ (مستقطعٌ) للعاطفة تحت القصف"، يقول أبي، الذي اختار البقاء في بيته في الجنوب طوال فترة الحرب المفتوحة.
في غمرة ضياعه وتساؤلاته، رأى طفلًا قادمًا من البعيد، يركض حاملًا معه قطعة من القماش لم يعرف صاحبنا ما هي، فاستوقف الولد وسأله: "إلى أين؟
الماضي يحمل معه مؤشرًا سريًا يشير إلى قيامته. ألا يلامسنا النسيم ذاته الذي هبّ على من سبقونا؟ ألا يتردد صدى الذين أُسكِتت أصواتهم
تخاله يعبّر عن شيء ما، بما يوحي بأنه على وشك مخاطبتك إلا أن النخور في دماغه تمنعه عن الكلام. فالنخور هي أطلال المواضع التي كانت تقيم فيها
كتب أرتو كيف دمّر الطبّ النفسي فان غوغ، وكتب إيزيدور إيسو عن أرتو. هذا هو تأثير الفراشة، في دفاع الفنانين عن الفنانين ضد التدمير الشامل
كتعطّشٍ نابع من الآخر عِوَض الذات، ينمو معه التلهّف والتنافس في نوعٍ من ’’التصعيد الحلزوني’’ الذي تُؤجّجه الصورة
منذ شبابه، كان لينش ثائرًا بطريقته الخاصة، ضد أناقة وعقلانية خمسينيات ما بعد الحرب، متمردًا، مشاغبًا، متلاعبًا بالمسموح والممنوع
لأن الملابس وزينة الجسم تُشكّل جزءًا مهمًا من أدوات التواصل غير اللفظية،فإن الافتقار النسبي لكسوة الجسم كان من الأمور التي لاحظها المستكشفون
في الوقت المستقطَع، احتمالات لا نهاية لها
وقتٌ مستقطَع يحتمي بين غارتين، في فراغ اللقطة المصوّرة من فوق، لا يهدأ، يبحث عن فرصة، يبحث عن ملجأ...
العدد 33 من مجلة "رحلة" يحمل العنوان التالي: "في الوقت المستقطَع، احتمالات لا نهاية لها". هذا العنوان له تأثير متناقض ومتضارب. "الوقت المستقطع" (time out) غالباً ما يكون حيّزاً مأخوذاً من كلّ، قصيراً ومحدوداً، سريعاً. أمّا "احتمالات لا نهاية لها"، فتشير إلى اتساع الوقت وتنوّع الخيارات. وفي العنوان أيضًا إشارة إلى ما يفعله المونتاج (التوليف) بالصور والأحداث من تفكيك وإعادة تركيب أو حتى تفخيخ وتخريب المشهد لخدمة غاية ما. ليس مستغرباً أن يحمل هذا العنوان طيف وحماسة إعلانات المصارف والوعود التي تنهمر على المستهلك، وهنا أيضاً تفخيخ لأسلوب التواصل التجاري السائد.
الوقت المستقطع هو "لحظة الحاضر المشحونة بالتاريخ"، أو "كايروس" أي اللحظة-الفرصة المناسبة للفعل والمبادرة والحركة في مواجهة كرونوس-الوقت.
هذا العدد هو دعوة للتأمّل في فكرة "الوقت المستقطع" كمساحة مؤقتة تختزن الاحتمالات. كَعَدسة لفهم واقعنا وكيفَ يُستخدَم المشهد والصورة والمونتاج كأدوات للهيمنة… أو المقاومة.
يمكنكم تصفّح النسخة الورقيّة بصيغة PDF